لماذا العرب هم آخر المجتمعات ؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من العنوان نتذكر تلك الحسرة عندما تتلقى خبرا أن شركة ما أجنبية قامت بعمل جبار و أخرجت للوجود شيئا قد لم يفكر فيه أي بشر للآن ، و بالطبع الوقت الذي يسمع به العرب بهذه الأخبار ستكون شركة أجنبية أخرى قد قامت بإختراع آخر مذهل و نحن لم نسمع بعد .. كالعادة 
سأتحدث عن هذا الموضوع بصفة مباشرة و سأتناوله من ناحية البرمجة لأنه مجال لدي تجربة فيه و أعلم بحال العرب فيما يخص ذلك ، كما سأحاول تلخيص أهم أسباب تربع العرب على عرش الكسل و الإتكال على الغير .
البرمجة في دولتنا لايعلم بها سوى حوالي 5% من مواطنينا ، لماذا برأيكم ؟ لأن الدولة لم تعطي هذا المجال مايستحقه من إهتمام ، لماذا ؟ فنحن في عصر المعلوماتية لسنا في عصر إستعمال ريشة و ورقة لتنظيم سير شركة مثلا ، فمبرمجو اليوم لا يلقوا أي دعم أو أدنى اهتمام من الدولة . و النتيجة واضحة ، أعرف أشخاصا عرب و حتى من دولتنا لديهم خبرة عالية ، لكنهم يعملون تحت ظروف بسيطة فبعضهم يعمل مبرمجا لشركة يتلقى كل شهر مشروع يحمل نفس الصفات ، برنامج إدارة و فقط .
كثير منهم إضطر لترك دولته العربية ليعمل لدى شركة أجنبية و السبب ؟ تلك الشركة تمنحه مايستحق من إهتمام و توفر له ظروف تسمح له بالإبداع و أهم شيء هذه الشركات تضمن له الـ" المصروف " الذي هو هدف أي مبرمج مهما كان مستواه .
قرأت يوما ما في جريدة خبرا جعلني أتحسر ألما على حال دولنا العربية ، بعض الهاكر " مخترقو المواقع " قاموا بتدمير و صيد معلومات ثمينة من مواقع أجنبية مختلفة كبنوك أو مؤسسات أمنية .. و كانوا يبيعون تلك المعلومات ليحصلوا على "خبزتهم" 
ماذا حدث برأيكم ؟ بعضهم تم القبض عليه من طرف تلك الشركات و ماذا بعدها ؟ أخذوهم للعمل في أمريكا !! و الدولة صامتة لا تفعل شيئا ، هنا تيقنت من مدى صحة هذه الصورة

كما أن لشباب اليوم تأثيرا كبيراآ على حال أمتنا فيما يخص مجال المعلوماتية و التطوير ، كل شخص أصبح يستعمل كراكا يجده جاهزا في النت و متوفرا ، ألم يتسائل يوما عن كيفية ظهور تلك الكراكات ؟ أنا لست في موضع أن أحرم أو أبيح أي شيء لكن ألا تظن معي أنه إذا تعلم كسر البرامج و صنع كراك بنفسه أحسن مليون مرة من إعتماد على كراك جاهز للتحميل ؟؟
لو كان و لو ربع مبرمجو دولنا "الهواة و ليس الخبراء بالطبع" يحملون تلك الصفة " أن يتعلم خير من أن يعتمد دائما على الأجانب " لكانت إحدى دولنا العربية الآن تحمل شركة تنافس أكبر الشركات الأجنبية ، طبعا مع مرور الوقت لأن جيل اليوم سيكون تمهيدا لجيل الغد و هكذا إلى أن نصل لذلك الطموح .
في الأخير أرجو أن لايذهب كلامي سدى كما أنه يعبر عن رأي شخصي لا أقل و لا أكثر .
دمتم في رعاية الله

0 رد على "لماذا العرب هم آخر المجتمعات ؟"

إرسال تعليق