مهزلة حقيقية
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وقعت معي البارحة مهزلة حقيقية حين قررت مديرية التربية لولاية باتنة استضافة جميع المتفوقين دراسيا في جميع المراحل النهائية لتكريمهم بجوائز قيّمة مع حفل كبير ، فعلا ذهبت مع مجموعة من الأشخاص فإذا بنا في قاعة كبيرة تشبه لحد كبير قاعة اعتاد أكابرة السياسيين الجزائريين أن يلقوا خطاباتهم هناك . بدا الأمر كانه واقعي لأول مرة !
كانت القاعة تعج بالمتفوقين من مختلف المراحل . كنا في حدود 150 تلميذا . و كان منهم أشخاص عباقرة بحق حيث كانت معدلاتهم قريبة من التكامل. بقينا أكثر من ساعة ننتظر في تلك القاعة مع الزحام الشديد الذي اضطر البعض أن يبقى خارجا ، لكن كان ذلك شيئا عاديا لم يثر اهتمامنا مادمنا سنتلقى جائزة قيّمة ^^'
بدأ مدير التربية أبيضُ الشَّعر كبير اللسان بإلقاء خطبته ملقيا بين الحين و الآخر دعابات "مدرسية" كان الكل يضحك لكني أجزم أنها ضحكات مصطنعة لفرحة استلام الجائزة. و بعد انتهائه سلَّم الكلمة لشخص آخر بدأ هو الآخر يوصينا بالاجتهاد و الاستمرار على نفس المنوال . انتظرنا لحظات أخرى قبل أن يبدأ التكريم و يتم استدعاء "نخبة النخبة" كما سماهم طويل اللسان . كانوا كلهم بنات ذوات علامات مميزة جدا تدعو إلى التفاؤل فيما يخص مستقبل أمتنا :)
أخذوا صورة جماعية و ألقى البعض منهم كلمته و كان الجو بهيجا جدا . بعدها بدأ ينادي على أسماء الآخرين بالترتيب و كان طويل اللسان يجمعه في فريق أو كوكبة كما يسميها هو . يأخذون صورتهم و يتسلمون ملفا به أوراق بالداخل . تماما مثلما أعطي "لنخبة النخبة" . و كان طويل اللسان بين استدعاء مجموعة و أخرى يلقي بعض الكلمات و يقول أننا على سنتسلم جوائز قيمة و سيأخذوننا إلى تربص و رحلة إلى العاصمة .. إلخ . بعد حوالي 50 تلميذا جاء دوري لتسلم الجائزة المزعومة
فصعدت قرب مدير التربية مع فريق و أعطونا ذاك الملف ، أخذنا صورة ، و رجعنا لأماكننا أين أضاف طويل اللسان بعضا من كلماته السخيفة . إنتهى توزيع الملفات و كان على بعض التلاميذ أن يلقو بعضا من كلماتهم أكثر ماأعجبني هو شعر أجاد به قلم تلميذة . كنت أرى الكل فرحا مبتهجا يعرف أنه بين لحظة و أخرى سيتم استدعاؤه ليأخذ جائزته . لكن المفاجعة ، كلمة اصطدمت مع قلوبنا فكانت نهاية الحلم السعيد ، تفضلوا بالإنصراف ! نعم ، قال تفضلوا بالإنصراف !!!
هنا قمت بفتح ذلك الملف لأجد ورقتين بالداخل : الأولى شهادة تقدير مطبوعة على أرخص الأوراق ، و الثانية ورقة أيضا مكتوب بها رسالة شكر و تقدير و الشيء المقرف في تلك الورقة أن طويل اللسان لم يوقع عليها بقلمه بل كان توقيعا مطبوعا مع نصوص تلك الورقة ، نفس الأمر مع الختم ، لم أكن أعرف حتى أن هذا قانوني !!
و الغريب أن التاريخ المذكور تحت "سلمت هذه الشهادة بـتاريخ .. " كان متأخرا بـ 22 يوما من الموعد الذي كان يجب أن يقام الحفل المزعوم .
قالوا أن هناك وليمة على شرفنا ، طبعا كان هناك غداء بسيط بنكهة الصدمة و الإشمئزاز !
بسبب ذلك التكريم ضيعت وقتا ثمينا لكنه لم يذهب سدى لأنني تعلمت 3 أشياء جديدة من تجربتي تلك :
- التعليم الجزائري يبقى وضيعا حتى مع ذهاب طويل اللسان.
- أنني لست الأفضل على مستوى الولاية طبعا لأنني ربما أقلهم بحثا عن التحصيل فأنا أخزن طاقتي للإمتحان الوطني :P
-أبقى متيقنا أنني فائز في حياتي لأنني على عكسهم ، كلامي كله لا يدور حول الدراسة و مشتقاتها بل أجمع بين الرياضة و الدراسة و علم الحاسوب و العلاقات الإجتماعية :) لكن أصبو دائما إلى الكمال الإنساني و سيبقى هدفي طالما أعيش شبابي :)
المضحك في الأمر هو الصدمة على وجوه الآخرين ، و الوجه الذي ظهر به مستشار التربية الذي كان ينتظر حاسبا نقالا أو ماشابه ، أقولها و أكررها ، تعليم العرب أسوء تعليم عرفه التاريخ ، و حكام العرب أكثرهم جشعا و أسوأهم أخلاقا و حبا للوطن .
دمتم بود ، حسام.
"PS: nice topic thnxx for sharing it its me "chou"
Galek makanech drahem , Drahem 3endhom 100mlion hia 100da ta3na , yedi m3ah ga3 dzayer ll'amerique ou yebkalo choui "msroof" .. c un con
mais matkhafich khok khrej fih b3in , rahom lgaweh ykhtaless
khetra l jaya telgayeh fl 7ebss ki tedi l permi edini nedreblou tela hhh
Thanks for commenting this ;)